Uncategorized, الركن العربي

جيش العنقاء

Image

عشت قليلا ، لكني بلغت زمنا يذكرني بجاهلية قريبة لا بعيدة .. أيام الوئد ، و سب العرض ، و نهب الرزق ! و لولا أني لم أكن أعلم أن محمداً ( لا رقم بعده) آخرهم ، لكنت الآن أنتظر رسولا يخرجنا من ظلمات واقعنا ، إلى نور يفصلنا عنه بحر أو محيط على أبعد حد.

بلادنا الحبيبة تعيش و منذ زمن في تخبط ، كمثل خنزير ينزاح يمينا و شمالا ليظل في وسط الوحل. فلا حديث اليوم عن رشوة ، و كذب ونصب و احتيال ، فقد عاد هذا مما تتداوله الأيام. لأننا و لله الحمد عدنا لزمن وئد الغلمان ، مع تغيير طفيف بعدم الاقتصار على الإناث منهم. عصر المساواة ، و أية مساواة. لا يغيب عن وعيكم ، و كيف ذلك و قد تجاوزت مصيبتنا الحدود السياسية ، و كذا العقلانية ، أن بلادنا و حكامنا عفوا ، وإن الله عفو يحب العفو ، عن مغتصب أطفال ، صال و جال في أراضينا ، و أكل طعامنا ، و لبس لباسنا ، حتى انتهى به الأمر إلى أن استباح أبنائنا. فلربما لست بأب ، أو عم ، لكن من مس طفلا من موطني فقد مسني.

سأعفيكم ( ولم لا و قد أصبح هذا جائزا ) من وصف ما اجتاحني من غضب ، و قلق ، و غليان كان ليودع بي فالمستشفى لو كنت مسنا ، أو أعالج على مرض ، كارتفاع الضغط المغربي ، و هو يختلف عن نضيره الدموي ، المنتشر في بلاد الكفار ، لكونه ليس مسببا بخلل في الشرايين أو غيرها من الأوعية ، بل نتيجة مباشرة ، لحكومة و سياسة فاشلتين ، و منتخب أقل ما يقال عنه أنه أشبه بفريق كريكيت أجبر على اللعب في ثلوج ألاسكا.
تابعت عن قرب ، و شاركت بآرائي المتواضعة ، مع زملائي في مهنة الشبكات الإجتماعية ( أجل مهنة ، فنحن نقنن سياسية بلد ، و نطلع رؤساءها عما يجري بها ) .. و حينها أحسست بأن هنالك بصيص أمل .. فهذا الشباب الذي حكم عليه بالفشل من قبل أجداده و أسلافه ، فقط لقصات الشعر الغريبة ، أو السراويل الضيقة ، أو حتى جاستن بيبر .. هذا الشباب كشر على أنيابه ، و نهض كرجل أو امرأة ( فلا وجود لواحد دون الآخر ) واحد أو واحدة .. فوحدوا الصفوف ، و خرجوا لقول تعاليم ديننا من رآى منكم منكرا فليغيره ! حتى الملحد منهم ، و النيهيلول ، و الملتحي و من وصفن بالعاهرات الباغيات من قبل مشايخ قوم ، سكتوا عن فتاوى الجزر ، و القذف في الباصات ..
عاهرات هن أكثر شرفا ممن باع نفسه و مبادئه و دينه من أجل صك غفران ربما يضمن له عيشا كريما في دنيا البشر ، لكن يحجز مقعدا ذميما لدى العزيز المقتدر.
جيش التحرير هذا ووجه بأشرس المعاملات. نساء تبكي و تضرب أشد الضرب ، و يا ويلتكم من دمعة أمة عند ربها. رجال يعنفون كأن لو كانوا هم المجرمون. لكن لا ضير ، ما زادهم ذاك إلا صبرا و عزيمة ، فقوة الحر في ظلمه ، و قوة هاؤلاء الشباب في وحدتهم ! رق قلبي ، و إن قلب الطبيب لشديد ، لمشاهد الحب و العطف و الحنان التي سادت بين جنودنا. فحينها استحضرت مقولة الكاتب أحمد شوقي ، حيث قال ” ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل ” .. فأنتم و أنا معكم يا شباب قومي ، كطائر العنقاء أو ما يعرف عندكم بالفينكس ، دوما يحيا من تحت الرماد.

Image

ما كانت نهاية الصراع باعتقال وحش ما كان يجب أن يسرح ، فاتبثوا فما بقي أعظم ، و اعملوا بقول الفاروق عمر إذ قال ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ) . و إليكم يا أهل موطني ، فعاش منا  من عاش ، حاكما كان أو راعية فأبناؤكم تقتل ، و تنهب براءتها. فإن لم تقف ضد الظلم سياسة ، قم له حبا في فلادت أكبادكم ، لأن القدر يعطيك فرصة واحدة لتصحيح الخطأ .. و بعدها إن لم تنتهزها ، صرت أنت الضحية.
فلتنتهزوا فرصتكم ، و إني لكم ناصح ، فمن شاء عمل بها ، و من شاء ردها إلى يوم يعمل بها.

Standard

Leave a comment