الركن العربي

 سلام عليكم ! هادي مدة ماكتبت شي حاجة هنا.. أعتذر عن هذا التأخير الطويل غير مسبق الأجر ، راه ڭاع مكانتخلصو على هاذ الشي (ههه). الصراحة في هذه الأيام الأخيرة ، بعض الأصدقاء بداو تادونو ، وأنا بديت تانقراهوم ودرت شوية ديال النفس. جيت ڭلت تانا نحكي ليكوم شنو طرا فهاد المدة ديال الغياب
كيفما المعظم ديالكم تايعرف ، هاد عبد ربه خدام فمجال الطب .. أجل أجل ، باقي مساليتش ، ومحالش قريب.. التغيير للي وقع ، هو أنني من بعد أكثر من أربع سنوات فالمستشفى الجامعي ، هاذ السنة تحولت لمستشفى آخر فنفس المدينة ، و لكن هو مستشفى جهوي .. قبل ما نبدا نحكي ليكم مغامرات عبد ربه ، لازم نفسر ليكوم شنو الفرق بين الاثنين.
المستشفى الجامعي أو كيف كاتعرفوه عندنا في فاس باسم سبيطار المركب..( حيتاش جا حدا التيران ) ، هو مستشفى كبير ، متعدد الإختصاصات ، فيه جميع أو أغلب المصالح ، و جميع و أحدث الأجهزة ( الدوزان لمزيان ، وخا تايخسر كل شهر ولا شهراين) و فيه كانبداو التعليم ديالنا ، و تما تانشوفو شويا ديال الحالات ديال دكتور هاوس ( بلا تيتيز طبعا ). من الناحية الأخرى ، المستشفى الجهوي ، هو مستشفى أصغر ، محدود الاختصاصات و الامكانيات ، بما معناه ، فحالو فحال أغلب المصالح الصحية في هذه البلاد السعي
دابا من للي بان ليكم شويا الفرق ، نقدر نحكي ليكم على كيفاش تاتم مداومة فهذ المصلحة ، بجميلها و سيئها
المداومة ديالنا فهاد المستشفى تادوم 14 ساعة .. غاتقولو ليا وا مزيان ماشي فحال العام الفايت كنتي كادير ما بين 24 و 72 ساعة .. هو نعم و لا فنفس الوقت. نعم ، لسبب ماتيماتيكي محض 14 أصغر قطعا من 72 ، و هذا عامل سيكولوجي عظيم. لا ، لأنه خلال مداومات السنة الماضية ، الفريق كان تايكون كبير ، فيه عدة أطباء ، كل واحد ولڭراض ديالو ، بطبيعة الحال خوكوم هو الصغير ، إذن دوزيام حلوف ، ولكن كان تعاون فالعمل و تقسيم المسؤوليات. دابا لا .. دابا لغالب الله كاين نتا ، وفرملي و سيكيريتي ! جميعا ضد الوباء !. فالمستشفى الجامعي ، كاين واحد المصلحة مهمة ، لي هي ما قبل المستعجلات ، تايكون فيها طبيب داخلي لي تايدير الفصل ، أو عملية الغربلة ، ما بين الحالات المستعجلة حقا ، و الأخريات الأقل خطرا ، و التي تستطيع أن تحل على مهل. هاد المصلحة أو العبور ، ماكاينش فالمستشفى الجهوي ، الشيء اللي تايعني أننا تانشوفو جميع الحالات ، و التي تأتى بكم هائل ، و للتذكير كاين غير نتا ، ولا نتا وطبيب آخر إلا تواضع معاك وبقا .. حيتاش هو قديم فالحرفة. واحد الحيثية أخرى، هي أنه في المستشفى الجامعي ، فاصلين مابين مستعجلات الأطفال و الكبار ، والأطباء المختصين متواجدين فالمداومة ، تفصلك عنهم رنة الهاتف .. لا فلوط تانسميوها. و على عكس هاد شي فالمستشفى الحالي المستعجلات تاتشوف كلشي لراسك ، بدون غربلة ، و بدون ما يكون معاك الاختصاصي..
تاتجي المداومة ديالك ، ونتا كاتقرا سبيح ، كادوز ڭاع الديانات ، عالله غير تدوز على خير. كيف شتو هاد المستشفى داروه وسط مجموعة من الأحياء الفقيرة ، ذائعة الصيت.. من ديكشي للي تاتقراو فالأحداث المغربية. فاش كاتوصل نتا ، الحارس ما حرسش حاڭة هو أول من يستقبلك .. ” الطبيب ! نتا للي معانا هاد اليلة ؟” .. لا جاي نزهة.. عبدو عند الموحدين.. تادخل كاتلقا واحد الصف فالمستوى ، كايتسنا يدوز .. كادخل ضرب طليلة على الطبيب لي كان وسط النهار.. فاللحظة اللي تايشوفك جيتي .. كاتحس بالغبطة خارجة من ودنيه .. وكأنه لمح البابا نويل .. و تايڭوليك ” آه جيتي بكري ..” وهو راه تايغوت فدماغو ” جآآآاء الفرج” .. السؤال الضروري لي كاطرحو عليه ، و للي عمر شي طبيب تايعطي عليه إجابة إيجابية ” كيداز ليك النهار ؟ ” ـــ ” الفجل يا صاحبي .. كحل!” .. شيء يثلج الصدر .. صافي تايوريك المرضى لي خاصهوم شي حاجة ضرورية ، تايشوف فيك بنظرة تاتشرك ما بين الفرحة والشفقة ديال ” ياه مسكين غايضرب الليل ، و لكن ماشي سوقي أنا غادي لدارنا”.
من بعد ماتسلمتي المهام ، كاتوجه المكتب ديالك ، وسط صيحات الجماهير .. ” المريض ها هوا و الطبيب فينا هو”
غانحكي ليكم على بعض الحالات لي تايجيو ماشي كلشي ، لأن ديكشي كثير .. كنت ضربت ليها لحساب ، لقيت راسي واحد النهار شفت مايفوق عن 100 مريض .. علاش هاذ الكم الهائل ، لأنه و لازم نهدر على هاد النقطة المواطن دصر شوية. في عهد قريب ماشي بعيد كانو يخافو يجيو المستشفى نظرا للكلفة ديال الفحص .. وكيفما تانڭوليهم راه ماشي أنا لي تانخدها ، راه ماتايخلصونيش ! و لكن دابا دارولهم التغطية الصحية للمعوزين و اللي فرحت جدا للتطبيق ديالها ، لأن الناس كانو تايبقاو فيك فاش كاطلب شي فحص بالأشعة و لا شي تحاليل ضروريين و تايجابوك بدمعة الفقر .. غيه هو هاد الشيء خاصو يتقنن .. لأن و للأسف ولا المريض أو المتمارض في بعض الأحيان ، ولا تايجي عارف راصو مغايخلصش .. و تايسحابليه راه داخل عند البقال ” عافاك قلبي تايضرب بغيت واحد التخطيط ، و شوفلي شي شويكا راه عندي حريق المعدة .. و راه تا راسي تايضرني الى عندك شي ضوليبران ” .. الله أكبر ! و الله العظيم ولاو الناس تايخطبوك هكا .. و إذا حاولتي تمارس المهنة ديالك أي أنك تفحص ، و تحاول تشخص ، وإذا كان شي تحليلة ولا أشعة ما لازماش ، تڭول ليهم ماكاين لاش .. وجد راسك لوبيل من السب و الشتم ! ” أسيدي أنا بغيت الراديو .. سيدنا دار لينا الراميض .. هاد السبيطار دارولنا سيدنا” شي نهارات تايبان ليا نڭولهم يشوفو سيدهوم واش يشوف من حالي تانا .. غاتڭولو ليا عطيه يدير ديكشي أش خاسر نتا ڭاع ! أنا نڭوليكم. أولا كاين شخص واحد فمصلحة الأشعة ، إذا جا يدير راديو لڭاع هاد الناس ، راه مايساليش.. و حنا و لله الحمد كانعرفو الحالات للي تاتسوجب الفحص بالأشعة و الأخرى للي ماتاتحتاجش ، ولا داعي لي تعريض الشخص للإشعاعات باطل! التخطيط ديال القلب إذا طلبتو ، الممرض تايديرو ، إذا مشا يديرو على راس الساعة ، مغاهتموش بالأشخاص المحتاجة بصح ، وديك التخطيط تايتطبع على ورق ، للي إذا تقاضا فوسط الليل ، وجاتني حالة محتاجاه .. غاتكون مسؤولية ديالي الضياع ديالو ، وتقدر تودي بحياة شخص .. و لكن للأسف الناس ماتايفهومش هذ الأمور .. أنا ومن بعدي الطوفان.
نحكي ليكوم دبا على جوج ديال الحالات للي طراو و كايعبرو على العمل اليومي ديالنا .. الحالة الأولى هي سهلة ، وحوار دار بيني و بين أب أحد المرضى. دخلوا عندي بجوج ، رحبت بيهوم ، لأنه كانمشي من المنطلق أنه للي جاي مع منتصف الليل ، لازم يكون مشكل. سألت الشخص على الأعراض ديالو ، ڭالية ” فيا الدوخة ” قبل ما نڭوليه أن الدوخة تقدر تكون أي حاجة و ماشي من الصلاحيات ديال هاد المستشفى بل مصلحة الأذن الأنف و الحنجرة ، ڭلت نسولو على أعراض أخرى ، نديرلو واحد الفحص سريع ، لأنه ماعنديش وسائل التشخيص .. لكن السيد كان صحيح فصيح .. عندو غير الدوخة. بديت تانشرح ليه ” الشريف ، الدوخة عرض من الأعراض ديال كم كبير من الأمراض. يقدر يكون من الأذن ، من العينين ، من الراس و البصلة السيسائية على الأخص ، أو كذلك الجهاز الهضمي. أي تايخصك واحد المجموعة من الأشياء ، و الفحوصات الغير متوفرة هنا .. و الشيء اللي نقدر نعملو معاك هو نعطيك دوا يهدن هاد العرض بيدما تشوف طبيب مختص ” فهاد اللحظة ، قاطعني الأب ديالو ، راجل كبير شويا في السن ” ايوا نتوما هنايا كاتقلبو غير بالشفوي .. نوض قلبلو الوذن وديكشي كامل.. ولا فيكم غير الهدرة ” .. تاتبقا تشوف فالناس ، و تتحسر .. من الممكن من الأول نقولوا بأنه ماتابعش المصلحة ديالنا ، ومنزيدش معاه الهدرة .. ولكن جاوبت ” آشريف ، سمعتي شتانقول .. ما عندناش المعدات ديال هاد الفحص .. واش نقرا ليه على الكف ؟ ” ” و علاش مايكونوش عندكم ! يا ماشي سبيطار هذا ! ” “ـــــــ ماشي سبيطار مختص الحاج .. ويلا عندك شي شكاية ، الله لاما توصلها لسي الوردي .. عالله يسمع ليك ، بنتي ليا نتا تاتفهم فهدشي “. فالداخل ديالي ، كنت عارف أن هاد المواطن عندو الصح .. ڭاع المستشفيات خاصها تكون مجهزة .. ولكن أن الشخص يلقي اللوم على الطبيب لا. صحيح أنه مرآة لمنظومة فاشلة .. و أن بالنسبة للمواطن هو ممثل الصحة .. ولكن في الواقع حنا براسنا ضحايا. لازم تعرفو أن هذ المواطن الفقير ، عندو تغطية صحية .. وأنا ماعنديش. خدام فسبيطار ومامحميش. ماشي غير ضد المرض .. و هذشي لي غانحكي ليكم فهذا المغامرة الثانية.
فنفس الليلة .. فحوالي الساعة 3:30 .. من بعد ماتايخرجو الوحوش .. واحد جوج ديال شباب جابو لي واحد الشخص ، شغانڭوليكم القليلة يكون فيه شي 5 مني .. هاد الشخص جابوه مذبوح ، من الأذن إلى الحنجرة. من النظرة الأولى بانليا خاصو الإنعاش .. ( كيف تانڭولو ليها حنا ” إن عاش ! “) .. ولكن لازم نفحصو .. تبين ليا أن الجروح ديالو ماشي عميقة بزاف .. شي سكين دكوفيتير هادي .. ولكن واخا هكاك خطيرة .. حتا شريان من دوك الكبار مامقيوص ، إذن هادشي تايطينا شوية ديال الوقت .. و لكن حيتاش ماتوقعتش الآتي. ديك صاحبنا طلع رئيس عصابة ، يعني يالله بدينا ناديرو معاه الواجب قبل ما نسيفطوه المستشفى الجامعي .. دخلو علينا حوالي 15 شخص ، مسلح بما بين الزرواطة و السيف مرورا عبر الشاقور .. و بطبيعة الحال الحارس محرسش حاڭة ماعندو مايدير و ما عندو سلاح .. ولكن ولاد الحرام فاش كاتحماض ديما تايڭولو ” ها طبيب شوف معاه ” ! ماتصابوشاي من العاڭزين ، تقدمو نحوي بسلاحهم ، و بنبرة التهديد .. ” عتقوا أطبيب ولا هاد اليلة نديرو فيكوم شي حاجة ! ” .. دماغي تايڭوليا علق أوليدي .. ولكن الحمد الله ربي تايدير شويا ديال الثبات.. فسرت ليهم الحالة ، وأنه عندو أمل شريطة أنه يتنقل بسرعة .. تحت تهديد السلاح مرة أخرى اتصلت بسيارة الاسعاف .. لي استقبلوهوم تا هوما هاكاك .. مع السائق تايڭول ليا ” عتق الطبيب ، كتب لينا الورقة باش نمشيو ” .. هاد الطبيب يعتق كلشي ، و هو شكون يعتقوا .. شاءت الأقدار ، و نجينا ديك الليلة ، و لكن شكون ضمن ليك ليلة أخرى يحالفك نفس الحظ .. مشاو خوتنا مع الوعد أن من فعل ذلك برئيسهم ، سيصبح فوق مكتبي كذلك ..
ما صبحش هههه هذا هو المهم .. و هذ التدوينة كانت غير من أجل إطلاع بعض الأشخاص للي تايشوفو الطبيب من بعد 40 سنة وڭولو تايديرو الفلوس .. باش يشوفوا الواقع اليومي .. و هدو غير أمثلة .. مغامرات عبد ربه كثيرة .. لي بغا يسمع ، يجي نديرو شي قهيوة .. ههه ! السلام عليكم

مداومة في قندهار

Aside